Wednesday, October 25, 2006




دائما كان يشغلنى أمر يشغل معظم الشباب والشابات , الا وهو غض البصر , أو بمعنى أصح العفه , كيف يستطيع الانسان أن يقود نفسه وسط هذه المغريات والشهوات , حتى يصل الى بر الامان , كيف السبيل الى هذا وقد تعذر على كثير من الناس , كيف نصل الى مجتمع عفيف , ما هى كلمة السر التى من الممكن ان تحل هذه المشكلة من جزورها


وأرهقنى التفكير فى هذا الامر الى أن , وفى يوم من الايام وبعون الله وتوفيقه استطعت أن اصل الى كلمة السر هذه

وفى مستدرك الحاكم , كتاب البر والصلة

وتحت الرقم 7258 ستجد أخى الكريم هذا الحديث

حدثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا يحيى بن حكيم وإسحاق بن إبراهيم الصراف قالا ثنا سويد أبو حاتم عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم وبروا آبائكم تبركم أبناؤكم ومن أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك منه محقا كان أو مبطلا فإن لم يفعل لم يرد علي الحوض

هذا حديث صحيح الإسناد

والان اخى الكريم , اختى الكريمة , تستطيع أن تعرف ما هى كلمة السر

كلما تعذر عليك غض البصر , أو وجدت نفسك تنحدر الى منحدر الشهوات , فذكر نفسك بهذا الحديث , وقل لنفسك " عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم " هذه هى كلمة السر

يا أيها الغيور , يا أيها الرجل , يا أخى , اذا اردت ان تعف امرأتك , فعف انت أولا عن أمراة غيرك, واذا أردت أن تعف ابنتك , فعف أنت عن بنات الناس , واذا أردت أن تعف أختك فعف عن أخوات الناس

هذه هى أغلى كلمة سر " عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم " ذكر نفسك أخى الكريم دائما بهذه الكلمات وستجد لها مفعول السحر ان شاء الله , فهى كلمات الحبيب , طب القلوب , محمد بن عبد الله , صلى الله على محمد , صلى الله عليه وسلم

وأعلم أخى الكريم , أن العلماء قد اجمعوا , أن العقوبة فى هذا الامر لا تؤجل الى الاخرة ولكنها من الامور التى يعجل بها فى الدنيا , ومن منا لا يعرف القصه الشهيره

نقره , بنقره , ولو ذدت لذاد السقا

وغيرها وغيرها الكثير , فهل نعتبر

ربنا ما اردنا الا الاصلاح, وما توفيقى الا بالله
اللهم قد بلغت , اللهم فاشهد
 
posted by HANY at 2:00 PM | 7 comments
Saturday, October 21, 2006


اعلم أن الانس اذا دام وغلب واستحكم ولم يشوشه قلق الشوق , ولم ينغصه خوف التغير والحجاب فانه يثمر نوعا من الانبساط فى الاقوال والأفعال والمناجاة مع الله تعالى , وقد يكون منكر الصورة لما فيه من الجرأة وقلة الهيبة ولكنه محتمل ممن أقيم فى مقام الانس , ومن لم يقم فى ذلك المقام ويتشبه بهم فى الفعل والكلام هلك به وأشرف على الكفر



خرج كليم الله موسى " عليه السلام " ليستسقى لبنى اسرائيل فى سبعين ألفا , فأوحى الله " عز وجل " اليه : كيف استجيب لهم وقد أظلمت عليهم ذنوبهم , سرائرهم خبيثة يدعوننى على غير يقين ويأمنون مكرى , ارجع الى عبد من عبادى يقال له برخ فقل له يخرج حتى أستجيب له , فسأل عنه موسى " عليه السلام " فلم يعرف , فبينما موسى ذات يوم يمشى فى طريق اذا بعبد اسود قد استقبله بين عينيه تراب من أثر السجود , فى شملة قد قد عقدها على عنقه , فعرفه موسى " عليه السلام " بنور الله " عز وجل " فسلم عليه وقال له : ما اسمك ؟
فقال : اسمى برخ
قال : فأنت طلبتنا منذ حين اخرج فاستسق لنا
فخرج فقال فى كلامه: ما هذا من فعالك ولا هذا من حلمك , وما الذى بدا لك أنقصت عليك عيونك أم عاندت الرياح عن طاعتك أم نفد ما عندك أم اشتد غضبك على المذنبين ؟ ألست كنت غفارا قبل خلق الخطائين ؟ خلقت الرحمة وأمرت بالعطف , أم ترينا أنك ممتنع أم تخشى الفوت فتعجل بالعقوبة , قال فما برح حتى اخضلت بنو اسرائيل بالقطر وأنبت الله تعالى العشب فى نصف يوم حتى بلغ الركب , قال : فرجع برخ فاستقبله موسى " عليه السلام " فقال : كيف رأيت حين خاصمت ربى كيف أنصفنى ؟
فهم موسى " عليه السلام " به , فأوحى الله تعالى اليه : ان برخا يضحكنى كل يوم ثلاث مرات



وعن الحسن قال : احترقت أخصاص بالبصرة فبقى فى وسطها خص لم يحترق , وأبو موسى يومئذ أمير البصرة , فأخبر بذلك , فبعث الى صاحب الخص , قال : فأتى بشيخ فقال : يا شيخ ما بال خصك لم يحترق ؟
قال : انى أقسمت على ربى " عز وجل " أن لا يحرقه
فقال أبو موسى " رضى الله عنه " : انى سمعت رسول الله " صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم " يقول (( يكون فى أمتى قوم شعثه رؤوسهم , دنسة ثيابهم لو اقسموا على الله لأبرهم ))

ووقع حريق بالبصرة فجاء أبو عبيدة الخواص فجعل يتخطى النار , فقال له أمير البصرة : أنظر لا تحترق بالنار
فقال : انى أقسمت على برى " عز وجل " أن لا يحرقنى بالنار
قال : فاعزم على النار أن تطفأ
قال : فعزم عليها فطفئت


وكان أبو حفص يمشى ذات يوم فاستقبله رستاقى مدهوش فقال له أبو حفص : ما أصابك ؟
فقال : ضل حمارى ولا أملك غيره
قال : فوقف أبو حفص وقال : وعزتك لا أخطو خطوة ما لم ترد عليه حماره
قال : فظهر حماره فى الوقت ومر أبو حفص رضى الله عنه


هذا وأمثاله يجرى لذوى الانس وليس لغيرهم أن يتشبه بهم والا وقع فى الكفر


ســـبـــحـــــان الله
 
posted by HANY at 9:11 PM | 2 comments
Tuesday, October 17, 2006


عندما كتبت مقالتى السابقة عن اختراق الاجواء المصرية بواسطة الطيارين الاسرائيليين , وتحدثت عن تكرار ذلك مع عدم قيام قواتنا الجوية أو الدفاعات الجوية بالتصدى لهذه المهزلة , جاءتنى الكثير من الرسائل التى تطلب التوضيح , أو تطلب معلومات أكثر عن الدفاع الجوى , وجاء جانب أخر من الرسائل ليزايد علي وطنيتى ويتهمنى بالعمالة وبتشوية سمعة قوات الدفاع الجوى , واتفق مع من ارسل يطلب معلومات أو توضيحات معينة , لانه من غير اللائق ان اكتب عن قوات الدفاع الجوى , وكثير منا لا يعرف ما هى قوات الدفاع الجوى , ومما تتكون , ولا ما هو تاريخها , ولا ماذا قدمت لمصر من أعمال جليله,
ولأنى اتفهم كل ذلك , لذا فقد اردت ان اجيب على هذه الرسائل كلها فى وقت واحد , والاتهامات ايضا , من خلال ثلاث بوستات , انوى الاجابة فيها على كل الاستفسارات .


الاول : الدفاع الجوى المصرى "قوة مستقلة" << نشأة القوة الرابعة وخوض حرب الاستنزاف
الثانى : التمهيد لحرب أكتوبر 1973 << أعمال التطوير التى تمت قبل المعركة
الثالث : الدفاع الجوى والنصر , ثم ماذا , تساؤلات

وسأبدأ هنا بالبوست الاول , ثم يليه الثانى والثالث , ان شاء الله




تطور الدفاع الجوى المصرى " قوة مستقلة "

نشأة القوة الرابعة وخوض حرب الاستنزاف


انتهت حرب الايام الستة – كما سمتها اسرائيل , فى ذلك الوقت – نهاية مأساوية , كشفت عن كثير من اوجه القصور , فى القوات المسلحة المصرية , بشكل عام , وفى القوات , التى تتولى مهام الدفاع الجوى , بشكل خاص , وبات من المؤكد , ضرورة ظهور بديل مع شكل وطبيعة التحديات الجديدة , فكان قرار القيادة السياسية , بانشاء القوة الرابعة , لمواجهة هذه التحديات .


أولا : قرار انشاء القوة الرابعة " فبراير 1968


كانت قوات الدفاع الجوى تعتبر فرعا من سلاح المدفعية , وتحت القيادة العملياتيه للقوات الجوية , وهذا التنظيم معمول به , فى كثير من دول العالم , ولكن , من دروس 1956 , 1967 , وجد أن القوة الجوية الاسرائيلية مركزة فى يد قائد واحد , فمن الاجدى , ان تركز جميع الاسلحة والمعدات المضادة لها , والمكلفة بالتعامل معها وصدها , فى يد قائد واحد , ضمانا للتنسيق , وتوحيدا للمسؤولية , وتحقيقا للنجاح .



وكان القرار بانشاء قوات الدفاع الجوى المصرى , قوت مستقلة قائمة بذاتها , لتصبح القوة الرابعة , ضمن القوات المسلحة المصرية , التى تشمل القوات البرية والبحرية والجوية , وذلك فى اول فبراير 1968 , فى وقت بالغ الصعوبة بالنسبة لهذه القوات , التى كانت تواجه اقوى وأفضل أسلحة العدو الجوية , فيما كانت القوات الجوية المصرية ما زالت فى مرحلة اعادة التنظيم والتسليح , عقب خسائرها فى حرب 1967 .


بقرار انشاء القوة الرابعة , انتهت السلبيات , الناجمة عن التبعية المزدوجة ,. التى لازمت وحدات الدفاع الجوى , فى الحروب السابقة , وانشئت قيادة مستقلة للدفاع الجوى , لكل الوسائل , التى تتعامل مع اسلحة الهجوم الجوى , مع تنظيم التعاون , باسلوب مدقق مع وسائل الدفاع الجوى العضوية فى الافرع الرئيسية الاخرى , عدا المقاتلات , التى ظلت تابعة للقوات الجوية , اكتفاءا بالتنسيق , وفى اثناء تخطيط الاعمال القتالية , والتعاون الوثيق فى اثناء ادارة اعمال القتال .


وبدات مرحلة من العمل الجاد والمكثف , للتطوير الشامل , شملت اعادة تنظيم القيادات والتشكيلات والوحدات , وعناصر التامين القتالى , والهندسى , لتجنب أوجه القصور والعيوب , التى ظهرت فى حرب 1967 , وتشكلت قيادة الدفاع الجوى

وهى تضم رئاسة لوحدات الصواريخ والمدفعية ورئاسة وحدات الرادرا والانزار , ورئاسة دفاع جوى التشكيلات البرية , وغيرها من الرئاسات والشعب , بحيث تتماشى مع باقى أجهزة القيادة العامة والافرع الرئيسية .


بدء بناء المنظومة :

ركزت القيادة السياسية جهودها للحصول على الاسلحة , من الخارج , وخاصة من الاتحاد السوفيتى , ومن بعض الدول الشرقية , مثل يوغسلافيا والمجر , ولكن نتائج هذه الجهود كانت محدودة للغاية , ولا يمكن اعتبار ما حصلنا علية , فى تلك الفترة , اضافة الى امكانيات الدفاع الجوى . من هذا المنطلق , اتجهت الجهود الى تطوير الصواريخ سام – 2 .


وجرى العمل على قدم وساق , لتعديل احدى هذه الكتائب , وبالفعل جرى تعديلها , لتصبح قادرة على الاشتباك مع الطائرات المعادية , على ارتفاعات , اقل من 1 كم , كذلك أدخلت تعديلات , لتقليل المنطقة الميتة المحيطة بالكتيبة , وشمل التطوير الصاروخ نفسه , وذلك بتحسين قدراتة على المناورة حتى يستطيع ملاحقة الطائرات , فى أثناء مناورتها , وتم تزويد كتائب الصورايخ , بأنظمة التعارف , مما زاد من كفاءة التعاون مع المقاتلات .


وفى مجال الحرب الالكترونية , وهو الاخطر والاهم , لم يتوافر أى امكانيات الكترونية , لدى الجانب المصرى , ولم يكن بد من اتخاز اجراءات فنية وقائية للمقاومة .

وكان الهدف الاول من حرمان وسائل الاستطلاع الالكترونى , من الحصول على ما تريده من معلومات , او تضليلها , وذلك بالسيطرة المدروسة على عملية الاشعاع , بالاضافة الى مجموعة اخرى , من الاجراءات الفنية .


كما بدأ تجهيز وحدات الصواريخ , بمعدات فنية مبتكرة , لمقاومة الاعاقة , ونجحت تجربتها , وتم تعميمها فى جميع الوحدات واستمر تطوير الاساليب والتكتيكات , الهادفة الى شل وسائل الحرب الالكترونية للعدو , وكللت بنجاح كبير , ظهر أثره فى اثناء حرب أكتوبر .

وفى مجال تطوير شبكة الاستطلاع والانزار , زودت اجهزة الرادار , بنظام انتخاب الاهداف المتحركة , ورفع الهوائيات على صوار , كما تم انشاء نظاقات , من نقط المراقبة الجوية بالنظر , على حدود الدولة , وفى العمق , وحول الاهداف المدافع عنها , وتجهيزها بما يسمح باكتشاف الاهداف مبكرا , ووصول المعلومات , الى الوحدات من دون تأخير

القوة الرابعة وحتمية الدفاع , من خلال منظومة متكامة :

بدأ التخطيط لبناء منظومة دفاع جوى من منطلق الدور الرئيسى لهذه المنظومة , والذى يتمثل فى توفير الدفاع الجوى , عن القوات , والاهداف الحيوية فى الدولة , ضد هجمات العدو الجوى , لذا ينبغى أن تحقق المنظومة ثلاث أهداف رئيسية هى :
استطلاع العدو الجوى , والانزار عنة , ومنع العدو من استطلاع قواتنا وأهدافنا , ثم توفير الدفاع الجوى عن القوات والاهداف الحيوية.

ولتحقيق هذا , يجب أن تشتمل المنظومة , على عدة عناصر متناسقة متعاونة , تعمل تحت قيادة واحدة , وهى :


أ‌- نظام القيادة والسيطرة .
ب‌- نظام الاستطلاع والنزار ويضم : اجهزة رادار أرضية أو محمولة جوا, وأقمار صناعية , وشبكات المراقبة الجوية بالنظر .
ج- نظم القتال الايجابية , وتشمل : المقاتلات , والصواريخ الموجهه , والمدفعية المضادة للطائرات.
د‌- أنظمة الحرب الالكترونية .
هـ- عناصر التأمين , وتشمل : الأمين الفنى , والهندسى , والكيماوى , والمادى والطبى , والتأمين الخاص .


2- بناء منظومة الدفاع الجوى :


تركزت جهود البناء , فى ثلاثة محاور رئيسية , هى الرجال , السلاح , الميدان , كما يلى :

أ – اعداد الرجال :

ان العنصر البشرى يمثل العامل الرئيسى , فى تحقيق النصر , ومن ثم , فقد أولت القيادة اختيار القادة الاكفاء اهتماما خاصا , واهتمت بانشاء القيادات الصالحة , من الكوادر المؤهلة علميا وعسكريا , وتتمتع بمستوى رفيع من الانضباط.

وفى سبيل تحقيق ذلك , سدت القيادة هذا النقص فى الضباط , بالاستعانة بأعداد كبيرة من المهندسيين , والمعلميين , والمتخصصين , فى مجال الالكترونيات , وتكليفهم بصفة ضباط , للعمل فى وحدات الرادار والصواريخ , واعدادهم بفرق تخصصية , وكذلك تجنيد المؤهلات العليا والمتوسطة من ذوى التخصصات الفنية والهندسية , وتم تدريبهم , طبقا لاساليب زمناهج تدريب متطورة , وهكذا لعب المقاتل دورا هاما , فى بناء القوة الرابعة , سواء كان ضابطا أو جنديا .

ب – اعداد السلاح :

حددت خطة تحرير سيناء حجم الدفاع الجوى , المستهدف تحقيقة . خلال ثلاث سنوات , بتشكيل ثمانى فرق دفاع جوى , كل فرقة تقود وتسيطر على 3-5 ألوية صواريخ ومدفعية مضادة للطائرات ثقيلة وخفيفة , وثمانى كتائب رادار توجيه وانذار , بالاضافة الى شبكة للمراقبة بالنظر , ومواصلاتها , واجهزتها , مع انشاء غرف عمليات لكل فرقة أو لواء منفصل , على أن يرتبط بغرفة عمليات دفاع جوى رئيسية , وأخرى تبادلية .


وقد أوصت الخطة بأن تعتمد قوات الدفاع الجوى , فى قتالها الجوى , على الصواريخ الحديثة المتطورة , المدعمة بأجهزة توجيه الكترونى , وأن يكون معظمها متحركا, وتشغيلها بالوقود الجاف . ومع اعادة تنظيم هذه القوات , وزيادة حجمها , مع تنويع أسلحتها , ومعداتها , كلفت بمسؤوليات وواجبات كبيرة ,لحماية تشكيلات القوات المسلحة , ضد التدخل الجوى المعادى , وحماية الاهداف الحيوية فى الدولة , وأهمها المدن الرئيسية , والقواعد الجوية , والمطارات , وهذا ما أدى الى زيادة حجمها , اكثر من أربعين ضعفا , عما كانت عليه عام 1967 .


1 – مراحل استكمال اسلحة الدفاع الجوى :

مرت مراحل استكمال أسلحة الدفاع الجوى , بمراحل متنوعة , وأهم هذه المراحل هى:

أ – حضور الرئيس عبد الناصر اجتماعات المجلس الاعلى للقوات المسلحة , منذ حرب 1967 , حتى عام 1970 , "" ما كان من الاول لازم مصيبة يعنى يالا بقى ما علينا "" وقد وسع الرئيس المشاركة حتى مستوى قادة الكتائب , خاصة كتائب الصواريخ والاسراب المقاتلة , وكان دائم التشديد , على حتمية العمليات الهجومية , والتركيز على مطالب القوات الجوية والدفاع الجوى , اللتين حظيتا بنصيب كبير , من جهد الرئيس عبد الناصر .

وفى يناير 1970 , وافق الاتحاد السوفيتى , على امداد مصر , بالمعدات الاتية :


ب – 18 كتيبة صواريخ سام –3 , تعمل على ارتفاعات من 25 مترا الى 17 كم , وتشكل هذه الصواريخ , فى كتائب كل كتيبة من 4 – 6 قواذف , وكل قاذف يركب عليه صاروخان .

ج – 20كتيبة صواريخ سام –2 معدلة , ضد التشويش الرادارى , ومؤهلة للاشتباك ضد الطيران المنخفض , حتى 1000 متر .

د – 14 محطة رادار , من ظراز ب –15 , ب –12 , بالاضافة الى 29 محطة لاسلكية متوسطة المدى .

وتركزت الجهود وتوالت , الوصول الى الحجم المناسب من المعدات الحديثة , التى تستطيع مجابهة العدائيات الجوية , من حيث قدراتها على التعامل مع الاهداف , التى تطير على ارتفاعات مختلفة , تحت ظروف الاعاقة الالكترونية بأنواعها المختلفة , وبالفعل انضم الى قوات الدفاع الجوى , خلال هذه الفترة, العديد من الاسلحة المتطورة ,اهمها :


2 – أهم الاسلحة التى انضمت الى قوات الدفاع الجوى خلال هذه الفترة :


أ – صورايخ سام – 3 , ذات الوقود الجاف , والمجهزة , للعمل ضد الاهداف , على ارتفاعات منخفضة , فى ظل الاعاقة الالكترونية .

ب – كتائب سام – 2 المعدلة , للعمل على ارتفاع 100 متر , فى ظل الاعاقة الالكترونية .

ج – الصواريخ الفردية سام – 7 , والتى تطلق من على الكتف , للتعامل مع الطائرات المنخفضة .

د - المدافع عيار 23 مم الرباعية , والموجهة بالرادار , والمحملة على شاسيه جنزير , من طراز شيلكا .

هـ – أجهزة رادار الانزار ب – 15 , ذات القدرة على اكتشاف الاهداف المنخفضة .

ج- اعداد الميدان : التجهيز الهندسى


لما كان التجهيز الهندسى أحد العوامل الرئيسية لنجاح عناصر الدفاع الجوى , فى تحقيق مهامها , وزيادة قدراتها على الصمود , فقد استحوذ اعداد مسرح عمليات الدفاع الجوى , والانشاءات المطلوبة فى الخطة , على جهد خارق وجبار , ويمكن القول ان هذه الاعمال كانت معركة منفصلة , مع السلاح الاسرائيلى .

فقد دار صراع رهيب بين ارادتين : الاسرائيليون يركزون كل مجهودهم الجوى , لتدمير المواقع الجارى انشائها , والقوات المسلحة متمثلة فى وحدات المهندسيين العسكريين , التى تحولت كلها الى وحدات انشاءات مع الشركات المدنية , مصممة على استكمال مواقع الدفاع الجوى المحصنة على جبهة القناة .

وكان , من الواجب , الانتهاء من تجهيز المواقع , خلال شهر واحد بداية من 25 يناير 1970 الى حين وصول الصواريخ ومعداتها , الى الاسكندرية فى 25 فبراير 1970 . واستمرت غارات العدو , بضراوة , على هذه المواقع الجارى اشنائها , وكانت خسائر كبيرة , خاصة فى اعمال الشركات المدنية , ومع استمرار الصراع ونجاح العدو فى تدمير نسبة كبيرة من المنشأت , بدأ التفكير فى البديل .

وتوصل المهندسون الى فكرة المواقع سابقة التجهيز , وهى تنشأ من اجزاء خرسانية سابقة التجهيز , فى العمق , وتنقل الى الجبهة , ويتم تركيبها فى وقت قصير , مما يوفر الحماية الجوية فى اثناء انشاء المواقع كاملة التحصين .

وخلال شهرى يوينه ويوليه 1970 , تم تركيب العديد من المواقع الهيكلية , التى كانت تحاكى المواقع الحقيقية .

وقد أتم المهندسون العسكريون , بناء عدة مئات من مواقع وحدات الصواريخ , وعدد مماثل من المواقع الهيكلية استخدم فى انشائها نحو 12 مليون متر مكعب من اعمال الحفر والردم , ومليون وثلاثة ارباع متر مكعب من الخرسانة المسلحة والعادية , وتم انشاء الاف الملاجىء مسبقة الصنع كما تجاوز أطوال الطرق الداخلية , فى هذه المواقع أربعة ألاف كم , أى مثل المسافة بين القاهرة وطرابلس .




ثانيا : حرب الاستنزاف " يوليه 1996 – أغسطس 1970 "


كانت حرب الاستنزاف هى الحرب الحقيقية الكبرى , التى خاضها الدفاع الجوى المصرى , حيث واجهت هذه القوات , فى أحيان كثيرة , بمفردها , قوة السلاح الجوى الاسرائيلى , وقد استقرت لديها عقيدة الصمود , فسقط منها شهداء كثيرون , وفقدت الكثير من معداتها .

وعلى الجانب الاخر , ألحقت بالسلاح الجوى الاسرائيلى , خشائر كبيرة فى طائراته , وأسقطت العديد منها , فأسقطت الفانتوم أقوى طائرة فى ترسانته , بل ربما فى العالم , فى ذلك التاريخ , وأسقطت كبرى طائراته المجهزة بوسائل الحرب الالكترونية , من طراز ستراتو كروزر STRATO – CRUISER , وكانت ندا قويا , يعمل اه كل حساب .

وتمثل حرب الاستنزاف بداية المسيرة , نحو تحرير الارض , وأرست عددا من المبادىء والاهداف أهمها :

1- الحتفاظ بالجبهة العسكرية ساخنة ومشتعلة , والحصول على الخبرة القتالية .
2- فرض الازعاج الشديد على القوات الاسرائيلية الموجودة شرق القناة , ومنعها من اقامة التحصينات .
3- اقناع اسرائيل بما لا يدع مجال للشك , بانها ستدفع ثمنا باهظا , لبقائها فى الارض المصرية , وذلك بتكبيدها خسائر فى المعدات والارواح , كل يوم , وهذا ما لا تطيقه أو تتحمله اسرائيل .

وقد أفرزت حرب الاستنزاف خبرات واسعة فى مجالات التنظيم والتسليح , ومتطلبات الدفاع الصلب فى مجال الدفاع الجوى , وهذا ما فتح للقيادة المصرية افاقا جديدة ومهمة , فى قضايا التسليح , وأدت دورا حيويا فعالا , وبعد ذلك , عند نشوب حرب أكتوبر 1973 , حيث برزت الاهمية الكبيرة للاسلحة الصاروخية , والتى حققت أروع النتائج وجذبت اهتمام الدوائر العسكرية العالمية , الى الدور الحاسم , الذى يمكن أن تؤديه الاسلحة الصاروخية فى الحروب الحديئة .

المراحل الرئيسية لحرب الاستنزاف بالنسبة للدفاع الجوى : 1969 – اغسطس 1970:

مر الصراع , بين قوات الدفاع الجوى المصرى وبين السلاح الجوى الاسرائيلى بمراحل مختلفة ,. تنوعت فيها أعمال القتال من الجانب الاسرائيلى , بين قصف مركز لمواقع الدفاع الجوى وتدميرها , الى الاغارة على أهداف فى العمق , باستخدام المقاتلات القاذفة , من طراز فانتوم ,أو مهاجمة أهداف فى الجبهة والعمق , عن طريق قوات الابرار المحمولة جوا , بواسطة طائرات الهليكوبتر .

وفى المقابل , استمرت قوات الدفاع الجوى , بما لديها من امكانيات , غير مكتملة , فى التصدى للعدو الجوى , على امتداد أرض مصر .

وقد شجع العدو , على الهجوم على الاهداف الحيوية بالعمق , وصول الدفعة الاولى من طائرات الفانتوم المزودة بأجهزة ملاحية وألكترونية عالية الكفاءة , تمكنها من الاقتراب على ارتفاعات منخفضة جدا , كذلك تم تزويد هذه الطائرات بانزار وحماية , ضد وسائل الدفاع الجوى , بالاضافة الى قدراتها العالية فى الحمولة , من القنابل والصواريخ , ويمكن تقسيم حرب الاستنزاف , من وجهة نظر الدفاع الجوى , الى أربع مراحل رئيسية :


1 - المرحلة الاولى باشتراك القوات الجوية الاسرائيلية فى القتال : 20 يوليه 1969 – أغسطس 1969

أ‌- فى هذه المرحلة بدأ السلاح الجوى الاسرائيلى قصف القوات البرية , وعناصر الدفاع الجوى على طول خط المواجهة , وبعمق 20 كم , بهدف اعاقة البناء العسكرى .
ب‌- التركيز على قصف مواقع الرادار ; لفتح ثغرات فى الحقل الرادارى , يمكن الاختراق من خلالها .
ج - التركيز على اضعاف الروح المعنوية للقوات الجوية المصرية , خاصة الطيارين , وذلك بتدبير معارك جوية , واستدراج الطيارين المصريين اليها , واحداث خسائر فى تؤثر على الروح المعنوية .
د – اعاقة التجهيز الهندسى فى مسرح العمليات , لمنع اقامة مواقع الدفاع الجوى المحصنة .


2- المرحلة الثانية ومحاولة اقامة خط دفاع جوى متكامل بالجبهة : سبتمبر 1969 – 6 يناير 1970

ظل الدفاع الجوى يبذل جهودا خارقة , لمواجهة التفوق الاسرائيلى , الذى ظهر جليا , منذ اشتراكه فى معارك الاستنزاف فى 20 يوليه 1969 , وأدت هجماتة الجوية الى اختفاء كتائب الصواريخ من الجبهة , اعتبارا من نوفمبر 1969 , بسبب عنف القصف الجوى , تحت ستر أعمال الاعاقة الرادارية الكثيفة.

وقد حاولت قيادة الدفاع الجوى ادخال بعض كتائب الصواريخ الى الجبهة , خلال شهر ديسمبر , الا ان العدو قام بمهاجمة هذه الكتائب , بضراوة وعنف بتوجيه نحو 180 طلعة طائرة , على مدى ثمانى ساعات , مستخدما كل انواع أسلحة الهجوم الجوى , وتحت ستر غلالة كثيفة من التداخل والشوشرة , وكانت خسائر العدو , خلال هذه المرحلة , اسقاط طائرة واصابة أخرى .

وتم اخلاء منطقة الجبهة نهائيا , من الصواريخ , والاعتماد على عناصر المدفعية المضادة للطائرات والصواريخ الفردية , التى تطلق من على الكتف , الى حين تقويم أعمال القتال ووضع خطط بديلة .

ويمكن اجمال أعمال المرحلتين السابقتين , فى قيام السلاح الجوى الاسرائيلى , اعتبارا من 20 يوليه 1969 , بتنفيذ 3500 طلعة طائرة , لضرب وسائل الدفاع الجوى المصرى , والقوات البرية , واستخدام العدو أحدث طائراتة , وأكفأ طياريه , فى المعارك الجوية مع الطائرات المصرية , اما القوات الجوية المصرية , فقد قامت بجولى 2900 طلعة حماية جوية واشتركت فى 22 معركة جوية , ب 110 طائرات , ضد 130 طائرة اسرائيلية , وكانت الخسائر المصرية 26 طائرة , مقابل 14 طائرة , خسرها السلاح الجوى الاسرائيلى .

3- المرحلة الثالثة وتكثيف غارات العمق : 7 يناير الى 17 ابريل 1970

أ‌- أهم ملامح هذه الفترة :

استمر التحدى , على رغم الخسائر الجسيمة , التى لحقت بالقوات المصرية , وبدأت اسرائيل حملة كبيرة للاستنزاف المضاد , وذلك بتكثيف الغارات الجوية , على العمق المصرى , وتم التركيز على مهاجمة أهداف , حول القاهرة , والدلتا , وصعيد مصر , واستهدفت هذه الهجمات عناصر الدفاع الجوى , والمستودعات , والمعسكرات .

وأسفرت هذه الغارات عن خسائر محدودة , الا فى غارتى " أبو زعبل " و " مدرسة بحر البقر", حيث استشهد 70 عاملا , فى مصنع أبو زعبل , ونحو 30طفلا , فى مدسة بحر البقر , ولم ينجح القصف المعادى لمواقع أجهزة الرادار فى شل جهاز الانزار .

واصبح جليا , امام القيادة السياسية المصرية , أن القوات المسلحة المصرية لم تكن تملك القدرة , خلال هذه المرحلة , على مواجهة الغارات الجوية الاسرائيلية , فالسلاح الجوى المصرى ما يزال فى مرحلة اعادة البناء , والطائرات المتوفرة لديه , من طراز ميج 17 , وميج 21 , لم تكن بكفاءة طائرات الفانتوم , التى حصلت عليها اسرائيل .

ولم يتوافر لمصر , قاذفات ثقيلة بعيدة المدى , تستطيع تهديد عمق اسرائيل وردعها , اما شبكة الدفاع الجوى , فتتكون من عدد قليل من كتائب الصواريخ ذات امكانيات محدودة , فى التعامل مع الهداف , التى تطير على ارتفاعات منخفضة ومنخفضة جدا , وعاجزة عن مواجهة الطائرات الاسرائيلية , المزودة بأحدث اجهزة الملاحة والاعاقة الالكترونية .


ب – المطالب الرئيسية لقوات الدفاع الجوى , كما حددتها فى ذلك الوقت القيادة السياسية :

طلب الرئيس جمال عبد الناصر وحدات كاملة من صواريخ سام – 3 , بأطقمها ,وأسرابا كاملة من الطائرات ميج 21 , المعدلة بطياريها , وأجهزة رادار متطورة للانزار والتتبع , وتم عرض هذه المطالب على مجلس السوفيت الاعلى , واللجنة المركزية , التى وافقت على مطالب مصر , وهى :

1- امداد مصر بفرقة كاملة , من صواريخ سام - , بافرادها , وأجهزتها , وحملتها , واسلحتها المعاونة , على ان تصل الى الموانىء المصرية , خلال شهر , وان تعمل تحت القيادة المصرية , لاغراض الدفاع الجوى , عن العمق المصرى .
2- امداد مصر بقوة ثلاثة لواءات جوية كالمة , مشكلة من 95 طائرة ميج 21 معدلة بالمحرك الحديث R511 , بالقادة والطيارين , والموجهين , والفنيين السوفيت , وتصل خلال شهر , وتحت القيادة المصرية , للدفاع عن العمق المصرى .
3- توريد 50 محرك ميج 21 معدل طراز r511 , لتركيبها على الطائرات المصرية .
4- توريد أربعة أجهزة رادار ب – 15 , لرفع كفاءة الانذار الجوى , فى شبكة الدفاع الجوى , فى كشف الاهداف المنخفضة .
5- تدريب أطقم مصرية , على الصواريخ سام – 3 , وكذا اعداد مجموعات من الطيارين المصريين , حتى يمكن أن يحلوا محل الاطقم السوفيتية .
6- توريد مجموعة اعاقة وشوشرة واستطلاع رادارى ولا سلكى .


كانت أحداث تلك الفترة بالغة الاهمية والخطورة فعلى صعيد أعمال العدو , وصلت هجماته ذروتها , بمهاجمة أهداف مدنية , فى العمق , بجانب الاهداف العسكرية , أملا فى اضعاف نظام الحكم . ظلت طائراته تعربد فى سماء مصر , بدعم كامل من الولايات المتحدة الامريكية , وأوجز موشى ديان وزير الدفاع الاسرائيلى نوايا اسرائيل عندما صرح بقوله " ان معركتنا سوف نكسبها فوق سماء القاهرة " , تعبيرا عن امله فى أن يصل بالجبهة الداخلية الى مرحلة اليأس , وان يكسب المعركة .

واستطرد قائلا : " علينا ألا نسمح لمصر أن تقيم نظام دفاع جوى بصواريخ سام , غرب القناة , واننا قبلنا التحدى ".

وعلى الجانب المصرى , لم يكن من سبيل أمام القيادة السياسية والعسكرية , الا التصدى والقتال , بما هو متاح من امكانيات , والاصرار على استكمال بناء القوات الجوية وقوات الدفاع الجوى , بما يتلاءم مع امكانيات العدو الجوى .

ولم تبخل الدول العربية " السعدودية , ودول الخليج, وليبيا, والجزائر, والعراق " على دول المواجهة " مصر , وسورية , والارددن , ولبنان " بالمال والسلاح , وقد أصرت على أن يستمر الاتحاد السوفيتى , هو المصدر الرئيسى للسلاح , بالاضافة الى دول الكتلة الشرقية " نفس العقيدة القتالية والتسليح ".

ونجحت مساعى القيادة السياسية , فى ادخال الاتحاد السوفيتى , بدرجة اكبر , فى الصراع , بدخول معداته الدفاعية لحماية العمق المصرى , مما مثل نوعا من الردع لاسرائيل وأمريكا , وفى نفس الوقت دعما كبيرا , لقدرات مصر الدفاعية والمعلوماتية .



4- المرحلة الرابعة وبناء حائط الصواريخ غرب القناة : 18 أبريل 1970 الى اغسطس 1970

نجحت قوات الدفاع الجوى , فى تنفيذ استراتيجية التدرج , فى فرض سيطرتها على المجال الجوى , واستمر تصعيد أعمال القتال , مع زيادة الامكانيات , وبدأت فى فرض سيطرتها , بدءا من العمق المصرى .

وبوصول قوات الدعم الروسية , واتخاذها أوضاع الدفاع عن الاهداف الجوية فى العمق , أوقف السلاح الجوى الاسرائيلى غاراته , على العمق , واقتصر نشاطه على مهاجمة الجيوش الميدانية , ووحدات البحر الاحمر , وقام بتنفيذ المهام التالية :


أ‌- تدمير المواقع العسكرية المصرية , تدميرا منظما , خاصة مواقع مدفعية الميدان .
ب‌- الاصرار على منع دخول , أو اقامة أى مواقع للدفاع الجوى , فى منطقة القناة , وذلك بتدمير أى انشاءات هندسية تقام لهذا الغرض , وكذلك استطلاع ومراقبة محاور التحرك , على امتداد الجبهة لتدمير أى معدات او قوات , قبل وصولها الى مواقعها , وكان يوما 14 , 15 أبريل 1970 , بداية مرحلة من القصف العنيف لمواقع الصواريخ الرئيسية والاحتياطية , والهيكلية , ووصل معدل القصف فى هذين اليومين , الى نحو ألف طن يوميا , من قذائف الفانتوم , وبلغ اجمالى المجهود الجوى الاسرائيلى نحو ألف طن يوميا , من قذائف الفانتوم , وبلغ اجمالى المجهود الجوى الاسرائيلى , نحو 4 ألاف طلعة طائرة , خلال أشهر أبريل , ومايو , ويونيه 1970 , وكانت معظم الهجمات تتم من ارتفاعات متوسطة , خارج مرمى أسلحة المدفعية المضادة للطائرات , التى أوكل اليها , مهمه الدفاع عن الجبهة , خلال هذه الفترة .

ج‌- وبعد توفير الدفاع الجوى عن الاهداف الحيوية بالعمق , اتجهت الجهود لبناء شبكة الدفاع الجوى فى منطقة القناة , لحماية التجميع الرئيسى للجيوش الميدانية , استعدادا لتصعيد العمليات العسكية ضد اسرائيل .


ثالثا : التخطيط لبناء حائط الصواريخ :


كانت المهمة صعبة والمسؤولية عظيمة , وتمت دراسات جادة وتفصيلية , شملت كل المجالات وأهم الموضوعات , التى تشغل القادة , وهى :

1- الحجم الامثل من وحدات الدفاع الجوى , اللازمة للدفاع عن الجبهة , واجراء المواءمة , بين ما هو مطلوب , وما هو متاح .
2- كيفية دفع هذه الوحدات , بحجمها الكبير , لاحتلال مواقعها , وهل يتم هذا دفعة واحدة أم على وثبات .
3- كيفية تحقيق الصمود لهذه الوحدات , ضد هجمات العدو الجوية المنتظرة , وفى أثناء التحرك والاحتلال , كذلك أسلوب الدفاع المباشر عن كتائب الصواريخ .
4- أسلوب التأمين الفنى , والهندسى , والكيماوى , والاشارى .
5- أسلوب القيادة والسيطرة.
6- أسلوب الخداع , والاخفاء , والتمويه , لتحقيق المفاجأة.
7- خطط مشاغلة الطيران الاسرائيلى , وبلبلة قياداتة بالنسبة لنوايانا , وتشتيت مجهوده الجوى , بتغيير اتجاه العمليات هنا وهناك .


رابعا: كمائن صواريخ سام تواجه الفانتوم :


لم يكن بد من عمل فدائى محكم التخطيط والتنفيذ , وأسفرت الدراسات , التى تمت بحضور قادة كتائب الصواريخ , على الاستفادة من خبرة القتال فى حرب فيتنام , وكيف كانت كتائب الصواريخ تواجه الطائرات الامريكية بتنفيذ أسلوب الكمائن , وهذا الاسلوب يعتمد على تطبيق العقيدة القتالية لحرب العصابات فى فيتنام , والتى تقوم على نظرية " اضرب واهرب " , ولكن هل يساعد مسرح عمليات قناة السويس , الخالى من الغابات , ولا يحتوى الا على غطاء نباتى قليل , على تنفيذ هذه النظرية ؟

1- تطور أعمال القتال بين الجانبين وحتمية استخدام أسلوب الكمائن :

بدأت معركة شرسة ضارية , بين الطيران الاسرائيلى , وبين مجموعة من كتائب الصواريخ المدربة تدريبا خاصا , على خفة الحركة والمناورة , وكانت العقبة الرئيسية أمام تنفيذ هذه الكمائن بنجاح , هى حجم وعدد مكونات كتيبة الصواريخ سام 2 , فقد صممت هذه النوعية , للدفاع عن المدن والاهداف الحيوية الثابتة .

وتتكون من مجموهة ضخمة , من الاجهزة , والمقطورات , والهوائيات كبيرة الحجم ثقيلة الوزن, تتصل فيما بينها عن طريق مجموعة كبيرة من الكوابل , ويحتاج فك هذه المعدات وتجهيزها للتحرك ساعات وساعات , ويلى عملية التحرك , تركيب الهوائيات , ونشر المعدات , وفرد الكابلات وتوصيلها , وأخيرا اعادة ضبط وتوليف مئات الدوائر الالكترونية , التى لابد أنها اختلت , فى اثناء التحرك عبر الطرق الوعرة .

والمشكلة لم تكن فى تنفيذ هذه الاجراءات , بل فى التوقيت , اذ كان , من المحتم , أن تتم العملية كلها فى ليلة واحدة , وتحت جنح الليل .

بدأ الكمين الاول بكتيبتين , مدربتين على التعامل مع الاهداف , التى تطير على ارتفاعات نتخفضة ومنخفضة جدا , تحت ستار من الاعاقة الالكترونية الكثيفة , واستمر هذا الاسلوب خلال أشهر مايو ويونيه ويوليه 1970 , وقد خسر الجانب الاسرائيلى , فى هذه الجولة الخاصة من القتال , ست طائرات مقاتلة , وطائرة هليكوبتر .

وتجسد , فى هذه المواجهات , أقصى درجات الصراع والتحدى , بين الدفاع الجوى المصرى , والسلاح الجوى الاسرائيلى , فالمواجهة كانت تتم بين محترفى فى قتال من الطراز الاول , فالعدو يدفع بأحدث ما فى ترسانتة من طائرات , يقودها صفوة الطيارين , وأكثرهم كفاءة وخبرة مدعمين بأحدث ما فى العصر من أجهزة حرب الكترونية , يخطط لطلعاتها بدقة وأحكام , بالاستفادة بمعلومات استطلاع مكتملة من مصادر متنوعة على مستوى اسرائيل وأمريكا .

2- أسباب نجاح أعمال قتال كمائن الصواريخ :

يعتبر القادة والضباط , الذين شاركوا فى هذه الكمائن فى ميدان القتال , هذه الفترة , من تاريخ الدفاع الجوى , الجولة الحاسمة , التى سجلت انتصارا حاسما لرجال الدفاع الجوى المصرى , على السلاح الجوى الاسرائيلى , وسيكتب التاريخ لاحقا , عن هذه الجولة بحروف من النور والفخار , لايام خالدة ومجيدة فى تاريخ مصر والامة العربية كلها . وقد حققت هذه الجولة من القتال , أهدافها المخططة , بل أكثر منها , للاسباب الاتية :

أ‌- التخطيط الجيد لانتقاء المواقع فى أرض زراعية , تسهل عمليات الاخفاء والتمويه.
ب‌- التدريب الجيد على المهام الموكلة لهذه الوحدات وخاصة العمل ليلا .
ج- السرية المطلقة , التى أحاطت باعمال قتال هذه الوحدات .
د – اعطاء قادة الكتائب سلطات كاملة للتصرف , واتخاذ القرارات , بما فيها قرار الاستمرار فى تنفيذ المهمة أو الغائها.
هـ- وفوق كل ما سبق , الروح المعنوية العالية وعزيمة الرجال القوية .

وقد تسببت هذه الجولة , فى بث روح الحذر والخوف فى نفوس الطيارين الاسرائيليين , بالاضافة الى خداع السلاح الجوى الاسرائيلى , عن مدى حجم وشكل تجميع الصواريخ , عند تنفيذ خطة احتلال مواقع القتال بجبهة القتال .


خامسا اتمام بناء حائط الصواريخ :


كانت خطة بناء حائط الصواريخ غرب القنة , تقتضى , اما دفع تجميع الصواريخ سام 2 وسام 3 والمدافع 23 مم الرباعية , وأسلحة , ومعدات الدفاع الجوى المكملة للحائط دفعة واحدة الى مواقعها غرب القناة , أو تتخذ أسلوب الزحف البطىء من منفذ شرق القاهرة , الى منطقة غرب القناة.

فضلت القيادة العامة الاسلوب الثانى لاغراض الامان , وتطبيقا لمبدا الحشد , وذلك بانشاء موقع لنطاق صواريخ محصن شرق القاهرة , يحمى نطاقا أخر تحت الانشاء شرقا , تتم حمايتة بواسطة صواريخ النطاق الاول , ثم انشاء نطاق ثالث , تحت مظلة وحماية النطاق الثانى , وهكذا الى أن وصلت النطاقات الىغرب القناة .


واكتمل حجم التجميع من نحو 30 كتيبة صورايخ سام 2 , سام 3 , ومعها المدافع المضادة للطائرات من جميع الاعيرة " 23مم , 37 مم , 57 مم , 100 مم " , وكانت هذه الشبكة تمثل أكبر تجمع دفاع جوى , وكانت على بعد 50 كم غرب القناة , من منطقة وصلة الملاك , على طريق السويس , الى منطقة تبة أم قمر القريبة من طريق مصر – الاسماعيلية . كما أنشئت منطقة دفاع جوى منفصلة من الصواريخ والمدافع 23 مم , فى مدينة بور سعيد , مدعمة بصواريخ سام 6 , المحمولة على ثلاث فرقاطات سوفيتية متمركزة فى الميناء .

وتمت هذه التحركات بسرية وتكتم شديدين , وفى أقل زمن ممكن , ضاربة المقاييس الزمنية فى التحرك والتمركز وضبط وتوليف الترددات , وكانن هذا التخطيط المحكم والتنفيذ الدقيق , سواء من ناحية حجم المواقع , أو توقيتها , أو سرعة أداء الرجال , مفاجأة تكتيكية لطيران العدو , الذى لم يتمكن من اكتشافها ورصدها .

اكتمل البناء مساء يونيه 1970, وأصبح هناك حائط للصواريخ , يقف ثابتا وشامخا جاهزا للتصدى لاى هجمات جوية , مهما كان حجمها , وذلك اعتبارا من أول ضوء يوم 30 يونيه 1970 .


سادسا : الذراع الطويل ترتطم بالحائط :

أدى الالتزام الصارم بتنفيذ خطط الامن والسرية , فى اثناء دخول وحدات الدفاع الجوى الى مواقعها فى صمت , وذلك باجراء التحركات ليلا , مع تقييد الاضاءة , وتنفيذ اجراءات الصمت اللاسلكى والرادارى , الى عدم اكتشاف العدو لدخول الوحدات الى مواقعها .

1- المواجهة بين الذراع الطويل وحائط الصواريخ :

فى صباح 30 يونيه 1970 , قام العدو باستطلاع الجبهة , بطائرتى فانتوم , على ارتفاع عال من خارج مناطق تدمير الصواريخ , ويبدو أن معلومات هذا الاستطلاع , أكدت وجود كتائب الصواريخ بمواقعها .

وجاء أول رد فعل للعدو قبل أخر ضوء من اليوم نفسه , حيث قام بمهاجمة مواقع كتائب الصواريخ , بقوة تقدر بحوالى 24 طائرة , مركزا هجومه على أطراف التشكيل شمالا وجنوبا , وكانت المفاجأة التامة , حيث وجد الطيارون الاسرائيليون أنفسهم يطيرون , وسط غلالة من الصواريخ وقذائف المدفعية , وتم فى هذا الهجوم , اسقاط طائرتين فانتوم , وطائرتين سكاى هوك , وأسر ثلاث طيارين .

وكانت هذه هى المرة الاولى , التى يسقط هذا العدد من الطائرات , دفعة واحدة , ويقع فى الاسر هذا العدد من الطيارين . وظل هذا اليوم خالدا فى تاريخ الدفاع الجوى المصرى , يحتفل به كل عام , وتكبد السلاح الجوى الاسرائيلى خسائر فادحة , لم تكن فى الحسبان , ودفع خلال الايام التالية بمزيد من الطائرات فى محاولة يائسة لاختراق هذا الحائط وتدميرة .

وبالرغم من أن السلاح الجوى الاسرائيلى ألقى فى هذه المعركة , بكل ما لديه من امكانيات قتالية وفنية , سواء بأكثر الطيارين كفاءة , أو باتباع أحدث التكتيكات المضادة للصورايخ , واستخدامه لاحدث أسلحة الهجوم الحديثة , مع تكثيف أعمال الاعاقة الالكترونية , على جميع الاجهزة الرادارية واللاسلكية , بالرغم من هذا , تكبد المزيد من الخسائر , ووقع المزيد من طياريه فى الاسر . وعن الخسائر , التى تكبدها سلاح الجو الاسرائيلى , بواسطة حائط الصواريخ , نشرت مجلة Aviation Week $ Space Technology , فى عددها الصادر , فى 16 نوفمبر 1970 , أن الخسائر بلغت 51 طائرة منها 17 طائرة , تم تدميرها , و34 طائرة , أصيبت .

2- رد الفعل الامريكيى , بعد انهيار الذراع الطويلة لاسرائيل , امام حائط الصواريخ :

تحت تأثير هذه الضربات , سارعت الولايات المتحدة الامريكية , بطلب من اسرائيل الى التقدم بمشروع لوقف اطلاق النار , تمهيدا للبدء فى مفاوضات , تستهدف الحل السلمى للقضية , وكان الهدف الرئيسى غير معلن , وهو هدنة مؤقتة الى حين دعم اسرائيل , واعادة تقويم قدراتها , وتمكينها من استعادة تفوقها الجوى مر اخرى .

وكانت قوات الدفاع الجوى قد بذلت جهدا خارقا , فى تنفيذ الوثبة الاخيرة لحائط الصواريخ , وذلك بتحريك نسق كامل , من كتائب الصواريخ , ليحتل المخطط على حافة الضفة الغربية , وبعمق يراوح بين 2 : 3 كم , محققا سيطرة محكمة لقوات الدفاع الجوى , على منطقة الجبهة وعلى الضفة الشرقية للقناة , وانتهت التحركات , قبل حلول الساعة 100 يوم 8 أغسطس , وهو التوقيت المحدد لوقف اطلاق النار .

وأثارت اسرائيل ضجة كبيرة بتحريك حائط الصواريخ الى قرب الشاطىء الغربى للقناة وهددت بتدميرة , اذا لم يتم اعادتة الى ما كان علية بعيدا عن الضفة الغربية للقناة .

وانتهى البناء لاكبر تجميع لاسلحة , وأجهزة وصورايخ الدفاع الجوى , مركزا فى منطقة السويس , من القنطرة غرب حتى ميناء الادبية جنوب السويس , وبعمق نحو 30 كم غرب القناة , يضم أكثر من 45 كتيبة صواريخ مضادة للطائرات , بالاضافة الى كتائب المدفعية المضادة للطائرات وكتائب مدفع 23 مم , من طراز الشيلكا البراعية ذاتية الحركة , الموجهة راداريا , وكتائب صواريخ سام – 7 , وكتائب رادار وكتائب مراقبة جوية بالظر .


كما أنشئت مجموعات دفاع منفصلة , لمنطقة بورسعيد , ضمت أربع كتائب صواريخ , وعناصر مدفعية , وصواريخ سام 7 , وارتبطت بشبكة الدفاع الجوى فى نظام الانذار والتوجيه , وأضيف الى هذا التجميع الكثيف , أسراب الميج 21 الاعتراضية , مخصصة للدفاع الجوى , وتم التنسيق وتنظيم التعاون بين القوتين على مستوى القيادة العالمة , ونظمت القيادة من مراكز عمليات مشتركة .


سابعا : الدروس المستفادة من حرب الاستنذاف :


تعتبر حرب الاستنذاف أول صراع مسلح يدور فى مسرح الشرق الاوسط , بين قوات شبه متكافئة من حيث التسليح والمعدات , وذلك خلافا لما حدث فى الجولات العربية الاسرائيلية السابقة . ولقد عمقت حرب الاستنزاف صمود الشعب المصرى وقواتة المسلحة , ومنها قوات الدفاع الجوى , حيث خرجت هذه القوات بالكثير من الخبرات القتالية , التى شكلت عقيدتها القتالية , وأتمت صقل خبراتها العملية فى ميدان القتال على النحو التالى :

1- شهدت هذه الحرب صراعا مريرا , بين الطائرة والصاروخ , وضع حدا للتفوق الجوى , الذى انفردت به اسرائيل فى الجولات السابقة .
2- كانت هذه الحرب ضرورة ملحة لمصر وللعرب , حيث كانت المصدر الرئيسى للخبرة المكتسبة للقيادات , وهيئة الاركان , والاجهزة , من أجل تحرير الارض المغتصبة بالقوة .
3- مكنت حرب الاستنزاف القيادة المصرية , من انشاء ودفع حائط الصواريخ حتى الشاطىء الغربى لقناة السويس , وهذا ما شكل حجر الزاوية فى نجاح عملية العبور , يوم 6 أكتوبر 1973 , والذى لولاه , ما استطاع المخطط للعمليات الحربية أن يقود الجولة الخامسة بنجاح .
4- حطمت جدار الخوف , الذى التصق بالعسكرية المصرية , منذ 1948 , بل نجحت حرب الاستنزاف , فى نقل جدار الخوف الى اسرائيل " وصول الجندى المصرى الى خندق الجندى الاسرائيلى وقتله أو أسره " مما دعم صمود المقاتل المصرى فى الميدان , من دون غطاء جوى وتحت ستر الدفاع الجوى فقط .
5- أجبرت حرب الاستنزاف , بما احدثته من خسائر بسلاح الجو الاسرائيلى , على تغيير أسلوب قتالها من الهجوم الى الدفاع , وكما قال الجنرال السرائيلى وايزمان , منتقدا موقف المؤسسة العسكرية الاسرائيلية : ان هذه الحرب سوف تدخل التاريخ , بوصفها الحرب , التى خسرتها اسرائيل .
6- اضطر السلاح الجوى الاسرائيلى , الى دفع كل ما لديه من خطط وأساليب وتكتيكات , وكذا استخدام معظم ما يمتلك من أسلحة هجوم جوى حديثة , ومعدات حرب الكترونية لمواجهة قةات الدفاع الجوى المصرى , وهذا سهل لهذة القوات الوقوف على الامكانيات القتالية الجوية لاسرائيل , والعمل على ايجاد السبل , وتطوير الوسائل المضادة لمجابهتها والتغلب عليها .
7- أتاحت هذه الحرب بما استخدم فيها من قنابل ومقذوفات , ذات قوة تدميرية عالية , لسلاح المهندسين المصرى ,أن يكتسب خبرة كبيرة فى أعمال التجهيز الهندسى , وأن يعيد تصميماتة , بما يتلاءم مع قدرات الجانب الاسرائيلى , التدميرية .
8- تمت اعادة تخطيط الحقل الرادارى , على ضوء دراسة وتحليل أسلوب , وامكانيات العدو الجوى, واتجاهات اقترابه , بما يمكن من ملء الثغرات على الارتفاعات المنخفضة , وتعميق مدى الانذار المبكر .
9- تم تحسين أداء وحدات المراقبة الجوية بالنظر , وذلك بتكثيف تمركزها فى اتجاهات أكثر احتمالا لاقتراب الطائرات الاسرائيلية , مع تزويدها بأجهزة لاسلكية حديثة بالاضافة الى تلسكوبات المراقبة .
10- تطوير كتائب الصواريخ لتحصينها , ضد أعمال العدو الالكترونية , وذلك بالاهتمام بأنظمة مجابهة الاعاقة وتطويرها , بالاضافة الى تزويد هذه الكتائب , بأنظمة تتبع تليفزيونية وبصرية , تكون بديلا فى حالة عجز الرادار عن اكتشاف الهدف .
11- تحسين وتطوير أسلوب الاشتباك , مع الاهداف الجوية , الحاملة لاسلحة الهجوم الجوى الحديثة , خاصة الصواريخ راكبة الشعاع , من طراز شرايك , والصاروخ المافريك , الموجه تلفزيونيا .
12- تدقيق خطط تنظيم التعاون مع المقاتلات , وكذا خطط الحماية المتبادلة , بين كتائب الصواريخ فى حالة هجوم العدو بكثافة , على ارتفاعات منخفضة .
13- الاهتمام بخطط الدفاع الارضى , ضد أى هجمات أرضية محتملة , من جانب العدو .
14- الاهتمام بتوفير الهوائيات الاحتياطية , وكذا قطع الغيار , بهدف استعادة موقف المعدات فى الميدان , فى حالة تعرضها للقذف .
15- الاهتمام بتحسين اداء الوحدات , على خفة الحركة , وسرعة المناورة .



وبنجاح قوات الدفاع الجوى , فى انشاء حائط الصواريخ القوى , وتقدمه شرقا , فى اتجاه القناة , قبل لحظات من وقف اطلاق النار , فى 8 أغسطس 1970 , حدث تحول استراتيجى فى ميزان القوى لصالح القوات المسلحة المصرية , حيث توافر للتجميع الرئيسى للقوات غرب القناة , ولاول مرة غطاء جوى منيع , افتقدتع على مدى الحروب السابقة , وأصبحت فى وضع , يسمح لها بالتخطيط لعمليات هجومية كبيرة لتحرير الارض .
يســتـكـمـل فــتــابـــعـــــــــونــــــــــــــــا

 
posted by HANY at 4:10 PM | 0 comments